/ الفَائِدَةُ : (186) /
05/06/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الذَّنْبُ والْأَثَرُ الْوَضْعِيُّ/ إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان قوله تعالى : [ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ](1). 2 ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « إِنَّما هي أَعمالكم تُرَدُّ إِليكم ، فَمَنْ وجد خيراً فليحمد الله ، وَمَنْ وجد غير ذلكَ فلا يلومن إِلَّا نفسه »(2) . 2 ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في وصيته لكميل بن زياد (رضوان اللَّـه عليه) : « ... وإذا ابطأت الارزاق عليكَ فاستغفر الله يوسع عليكَ فيها ... »(3). 3 ـ بيان الامام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في وصيته للمفضل بن عمر (رضوان اللَّـه عليه) : « يا مفضل ، إياكَ والذنوب ، وحذرها شيعتنا ، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم ، إِنَّ أحدكم لتصيبه المعرة من السلطان وما ذاكَ إِلَّا بذنوبه ، وإِنَّه ليصيبه السقم وما ذاكَ إِلَّا بذنوبه، وإِنَّه ليحبس عنه الرزق وما هو إِلَّا بذنوبه ، وإِنَّه ليشدد عليه عند الموت وما هو إِلَّا بذنوبه ، حتى يقول من حضره : لقد غم بالموت ، فَلَمَّا رأى ما قد دخلني قال : أتدري لم ذاكَ يا مفضل ؟ قال : قلت : لا أدري جعلت فداكَ ، قال : ذاكَ والله إِنَّكم لا تؤاخذون بها في الآخرة ، وعجلت لكم في الدنيا » (4) . براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّ العين والسِّحر ومسَّ الشَّياطين والصَّرع وما شاكل ذلكَ من الأُمور الأَثيريَّة غير المرئيَّة إِنَّما تصيب الإِنسان بسبب ذنب اقترفه ، فإِنَّ الله سبحانه وتعالى أَبى أَن يجري الأُمور إلَّا بأَسْبَابِها. نعم ، قد تكون تلك اِبْتِلَاَءَات واِمْتِحَانَات ، كما هو حال المعصوم عليه السلام ، لكن غالبها : « إِنَّما هي أعمالكم تُرَدُّ إليكم » . ويَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ الذَّنب لا ينحصر بالمعصية ، بل يشمل المكروه ، فقد يكون الفعل مكروهاً لكنَّه ممقوت من الله سبحانه وتعالى ، وحينئذٍ يُسَبِّب لمرتكبه الحوبة والأَثر الوضعي ، وَمِنْ ثَمَّ : الكثير مِمَّنْ أُصيب بالأَمراض الرُّوحيَّة يحصل له الشفاء بِمُجَرَّد الإِقلاع عن الذَّنب المُقيم عليه. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)الروم : 41 . (2)بحار الانوار ، 10 : 454 . (3)المصدر نفسه ، 74 : 266 ـ 277 /ح1 . (4)المصدر نفسه ، 6 : 157 /ح 15 . علل الشرائع : 108